العقار بين أزمتَي 2008 و2020
تأثر العقار بالأحداث الاقتصادية بشكل عام بطيء، لذلك تأثيرات عام 2008 (الأزمة المالية العالمية) لم تتضح إلا بعد مرور سنة تقريباً، لكن مع حلول أزمة كورونا 2020 رأينا هناك فروقات تتمثل بالنقاط التالية:
-1 في عام 2008 أصبح الشاغر بالبنايات الاستثمارية ما يقارب %30 بعد تأثر الشركات وإنهاء أعمال الوافدين ممَّا أدى إلى تناقص أعدادهم، بينما في عام 2020 الخالي حالياً في القطاع الاستثماري والتجاري %10 - %15.
-2 في أزمة عام 2008 المالية عزف الكثير عن شراء العقار السكني، بينما في 2020 ارتفع التداول إلى أكثر من %10 من التداول العام قياساً لعام 2019.
-3 من الملاحظ أن العقار السكني عام 2019 لم يكن سلعة مرغوبة للاستثمار، بينما تغير الوضع الآن، نرى استثمارات الكثير في القطاع مما أعطى قوة ورغبة أكثر بالشراء، الأمر الذي زاد من أسعار القسائم لذلك في عام 2008، لم يكن عدد المستثمرين كبيراً بالقطاع السكني والاستثماري، بينما خلال السنوات الـ12 الأخيرة (2009ـــ2021) ارتفع العدد.
-4 بعد أزمة 2008 لم يكن الاستثمار بالقسائم الحرفية (الشويخ الصناعية والري) مرغوباً ولم تكن رغبة محمومة للشراء كما هو الحال الآن، حيث ارتفعت أسعارها أكثر من %50 مقارنة بأسعار عام 2008. وإن كانت الأرقام غير موثقة في الوزارة، وذلك لاعتبارات قانونية بينما من الممكن قياسها على المناطق الحرفية الأخرى مثل: أسواق القرين والعارضية الصناعية.
-5 بعد أزمة 2008 تأثر الكثير في استثماراتهم العقارية الخارجية وهو مشابه للحال الآن خصوصاً مع فقد بعض الدول حالياً أكثر من %10 - %20 من قيمة العملة المحلية.
-6 بعد أزمة 2008 كانت الجهات التمويلية متوقفة عن التمويل خوفاً من انخفاض أكبر مقبل، بينما في هذه الأيام الاقتراض مستمر حسب القوانين المتبعة والجهات التمويلية قامت بخطوات عدة (بدعم من الحكومة) منها تأجيل الأقساط،يمتد إلى أواخر عام 2021، مما يخفض الضغط على المستثمرين، كما أن أسعار فائدة الاقتراض مغرية (بحدود %3) وهي لم تُطبق منذ 20 سنة تقريباً!.
-7 رواج أعمال في 2020 و2021 لم تكن رائجة من قبل ولم يكن الاستثمار ملحوظاً كالقطاع الصحي والأعمال التي تؤدَّى On Line.
فتح المطار
الظاهر أن التأثير الكبير في قطاعات السوق في إغلاق المطار بالنسبة للوافدين قائم حفاظاً على أمن الدولة الصحي، لذلك فإنه من المفترض تحسن وضع القطاع الاستثماري والتجاري بعد فتح المطار.
وتبقى الاوضاع الأن أفضل من أزمة 2008 وإن كان هناك حظر مستمر (من 7 مساءً إلى 5 صباحاً) مؤثر في قطاعات السوق لكن الصورة التفاؤلية المقبلة أفضل بإذنه تعالى.
سليمان الدليجان